الاثنين، 19 مارس 2012

مشاهداتي 7





في المطار ويوم الأثنين ..
خرجت من مسكني ليلا ..
قصدت المطار لرحلة داخلية ..
دلفت إليه مشتاقة نفسي لمن سأذهب إليهم ..
أنهيت إجراءاتي الأمنية المعتادة ..
وأثناء جلوسي في الإنتظار ..
رأيت على شاشة الرحلات رحلة دولية لدولة عربية ..
فأعلن عن موعد رحلتها بعد 45 دقيقة ..
فرقبت ركابها فإذا هم من بني جلدتنا ..
متلفعون بلباسنا وشريعتنا ..
فشد إنتباهي شيخ كبير ..
عليه ملامح الدين .. ومعه فتيات ..
متلفعات بمروطهن مايعرفهن إلا أهلهن ..
فكبرت فعلهن .. وحمدت تربيتهن ..
كلما زلت واحدة منهن بكشف عينها نهرها..
وذكرها بالصبر .. فأيقنت أن الصبر على طاعة الله له أصل في التربية ..
ولكن .. صاح المنادي ..
رحلة رقم ... المتجهه ... تذهب لبوابة الصعود ..
فرأيتهن يسدلن لثام أعينهن ..
وتظهر ملامح زينتهن ..
فأدركت حينها أن الصبر المعهود خشية الفضيحة من البشر ..
وتناسى رب البشر ..
سيرة معهودة للمسافرين للخارج .. بعضهم ..
فالدين متعلق باللباس ..
متى نزع اللباس نزع الحياء ..
أما أدركو أن الرب واحد والمعبود واحد في كل دولة وبلد ..
لكنه النكوص الفطري .. والضعف الشخصي ..
مالي أراكم في بلادكم متسترين ..
وعن بني جلدتكم متخفين ..
وترونهم معكم هناك فتتهربون ..
ماهذا التناقض ياسلوقيين ..
أأنزل النهي علينا نحن السعوديين ..
أم أنتم لكم في ذلك قائدون .. فأنتم لهم متبعون ..
خسئتم .. وخسرتم .. وجبنتم ..
يامن تعرفون الحق وتنكرون ..
فما للعز طعم إذا كنتم للغرب تابعون ..

أخوكم /
أبو فهد المرزوق

الأحد، 18 مارس 2012

مشاهداتي 6




خرج من ظلمات الأرحام ..
إلى حياة الأنام ..
بدأ حياته بصياح عالي ..
فألقمته أمه ثديها بعطف وحنان ..
وكسته حلة الدين وطيب الخصال ..
لم يعدو طفلا سرمدا ..
شب عقله .. عمره .. جسمه ..
وقوي قلبه للخروج للحياة مخالطا ..
سار على مانهله من طفولته ..
وفق تربية أهله ومجتمعه ..
لم يمكث طويلا حتى اشتهى الرجوع لطفولته ليلتقم ثديا يطعمه ..
ولكن .. من نوع ثاني هو له أشهى وهو مشروك بشوائب منتنة ورائحة كريهة ..
لكنه وضع على أنفه (100) دولار وشرب الثدي كله .. فياعجبا لرجل يرتوي طفلا ..
فياصبيان العلمنة كفاكم شربا ..
واعتزوا بدينكم .. يكون طريق فلاحكم ..
عما عديتم إلا أطفالا ..
تظنون بخروجكم من ظلمات القيود الشرعية .. ولكنكم في ذلة التبعية ..
تصيحون باصوات مرتفعة .. كالأطفال حينما يررددون مايريدون فترقبوا الصفعة ..
ارتويتم من مشارب عفنة .. فستأتيكم الغصة .. وستردون مورد القبلة ..
شرعتا ومنهاجا دام قرونا شامخا صامدا ..
فهيهات .. هيهات .. له أن يزول وإن ذهب جيل بعد جيل ..
فالطريق نهايته معروفة ..
فلتغنتم الفرصة .. قبل أن تأتيك البغته ..

أخوكم /
أبو فهد المرزوق

مشاهداتي 5




رجل ذا شيبة ووقار ..
ألبست لحيته البياض ..
تعلوه السكينة والوقار ..
عاصر الدنيا بحلوها ومرها ..
أخذ علوما كثيرة .. وقرأ كتبا كثيرة ..
وافر العلم .. رزين العقل .. حكيم الفعل
أرشد ابنه ذات ليلة .. فانقلب القط على الأسد وتعالم الإبن على الأب ..
لم تعدو كلماته إلا حقا ..
فلم يدرك الصبي المتعالم بعد الرؤية ..
فلم يقبلها .. لعجز في خبرته المستجدة .
انصرف ولم يلق لها بالا ..
وذكرها في مجالسة .. وأساء ذكر عالمه .
أكذا يكون التعلم ياطويلبي العلم ..
شهدت ساحتنا أناسا من المتعالمين كثير ..
ينعقون بما لا يفقهون ..
يتكلمون بما لايدركون ..
يخطئون مالم يعقلون ..
رويدكم .. وعلى رسلكم ..
فما أعماركم سنا تقرب من أعمارهم علما .
لحوم العلماء مسمومة ..
فما بالها رخصت في عيونكم ..
كثر اللغط والإهانة لمشايخنا ..
قولا .. فعلا .. تصرفا ..
فما في الأمة خير إن أساءة لورثة الأنبياء
ولا نامت أعين الجبناء ..
الذين لا يستطيعون في ذلك حراكا ..
أكرموا من حفت مجالسهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده ..
صمام الأمان .. وحراس الشريعة ..
فما ارتقت أمة لا تقيم لعلمائها وزنا .

أخوكم /
أبو فهد المرزوق

السبت، 17 مارس 2012

مشاهداتي 4






في مسكننا وسط تهامة ..
يقطنه عدد من المعلمين ..
تكاد تقول أنه معلمين بالكامل ..
تحتوي عمارتنا على بقالة .مغسلة .مطعم .مقهى ...... وفيها مسجد .
مسجد إمامه ومؤذنه من يمر عليه ..
وفي عمارتنا معلم بدنية .. من مدينة مكة .. ابتسامته لا تفارق محياه .. عليه مظاهر القصور (لحية.إسبال..) .. تعهدني بإمامة المسجد وتعهد بالأذان ..
لا يترك وقتا .. ولا يتغيب عنه .. وكلما أثنيت عليه قال "لعل الجبال تشهد لي بالأذان يوم القيامة" .. يختم القرآن اسبوعا .. يجلس بعد الفجر إلى شروق الشمس .. لا تفوته السنة الراتبة .. محافظ على الأوراد النبوية .. يعمل في مدرسته بجد واجتهاد .. رقبته مرة يأخذ بقايا الطعام من أمام أبواب الشقق ..
فسألته لماذا ذلك ..فقال :آخذها معي الصبح وفي طريقي لعملي أفرشها للبهائم وقد سألني أكثر من واحد عن اسمه لما رأوا من صنيعه .. وسؤاله الجنة لا يفارق لسانه .. أسأل الله لنا وله الجنة .
عزت الجنة لطلابها .. لم يحتقر عملا يعمله موصل للجنة .. لم يحفظ الأحاديث بالرواة وإنما طبق الحديث بالعمل .. لم يكترث بمشقة العمل يوما .. فلله دره عرف للطاعة مذاقا حلوا فلم يرد غيره ..
فلتتترجم ثقافاتنا لأعمال واقعية ..
ترصد لنا الأجور .. بإخلاص النية ..
ومتابعة السنة النبوية .. فلنشمر عن
ساعد العمل .. والجنة في المقل ..

أخوكم/
أبو فهد المرزوق

الخميس، 15 مارس 2012

مشاهداتي 3





في أحد الأيام القريبة ..
رأيت شخصا منطرحا على الأرض ..
صوبت النظر نحوه .. إذ برجل ملطخ بالدماء ..
مصاب بطلق نار في مفرق رأسة .. أذهبت ملامحة ..
حاولت مساعدته .. ولكن حيل بيني وبينه ..
حدقت بصري قريب منه .. إذ بزوجته عريانة مسجاة ..
قد غطتها الدماء .. ماتت .. فسترتها برمش عيني عزاء ..
سمعت أنين طفل صغير .. وجهت إليه إذا به منخورة عينة ..
مبتورة ساقه .. يلفظ أنفاسه .. مات بعدما عاش المرارة ..
الناس ينظرون إليهم .. خيم الصمت عليهم .. ولا حراك ..
عاجزون .. ماذا يفعلون .. بحثت عن سيارة قد تكون سبب حادثهم .. فلم أجد سوا دبابات حربية .. وأسلحة مدفعية ..
وشبيحة قاتلة .. هم في سوريا يصورون .. نراهم بأعيننا .. كل يوم ..
تشنف أخبارهم مسامعنا .. حرب . تشريد . قتل . إنتهاك أعراض .. وكأنها صور باتت جزءا من حياة المسلم اليومية يسمعها كل يوم عن بلاد الإسلام .. أكثر المساس يقلل الإحساس ؟؟!.
أم أن الحياة العزيزة لم نعتد عليها .. قم من مرقدك ياهذا ..
واطرق باب السماء .. فسهام الليل لا تخطئ ..
لو طال أمدها حتما ستنقضي .. ولكنكم تستعجلون ..
بعيدا عن الملل ..قريبا من العمل ..
الواقع يرفض التنظير ويقبل الفعل ..
لا يأس . لا قنوط .لاستسلام .
لا عزة لنا إلا بالاسلام.

أخوكم/
أبو فهد المرزوق

الأربعاء، 14 مارس 2012

مشاهداتي 2





معلم معي بمدرستي .. ركب معي مرة ..
فتبادلنا أطراف الحديث .. سألته عن نفسه ..
قال:مولدي مكة درست فيها .. سكنت خميس مشيط
وذهبت لبريدة في المرحلة الثانوي .. طلبت العلم على
فضيلة الشيخ/سلمان العودة وغيره .. درست الجامعة في
الرياض تخصص شرعي .. تم تعييني في تهامة قحطان ..لي فيها 8سنين .. كنت خطيبا لأحد الجوامع .. وأنا الآن مأذون شرعي .. ولي درس فقهي أسبوعي .. فقاطعته
كم يحضره قال:خمسة ومدته : ثلاث سنوات ..
فقلت: أما مللت فقال : بل مللت ولكن!!
"سياط الجهالة تلسعني" فأجد وأجتهد لعل الله يخرج منهم من يتعلم .. سألته: كم مدة تحضيرك للدرس فقال:
يومين كاملين فهو لي أولا .. فأكمل وقال : أعمل في جمعية تحفيظ القرآن عصرا .. وزوجتي في دار نسائية أنشئت مؤخرا .. فقلت :ومتى ترجع إلى أهلك قال : حتى أهلك وتنخار قواي أو أجد ماأهدف إليه قد حصل
فقلت ماهدفك ؟قال: اكمال مسيرة النبي صلى الله عليه وسلم التي يريد تحقيقها وأوصى بها .
تنهد قليلا وهو يرقب في أعلى المركبه وخرجنا لحديث ودي ..
غربة علم وعمل .. وتأسيس لمعاقل إسلامية .. في منطقة نائية موحشة .. فلله در من تلاشت الحياة بين يدية وتغلغلت الآخرة في قلبه ..
فلله دره .. أكثر الله أمثاله .. تحتاج الأمة أمثاله.

أخوكم/
أبوفهد المرزوق

الثلاثاء، 13 مارس 2012

مشاهداتي 1




خرجت من مسكني جمعة ..
قاصدا مسجدا خطبة ..
قابلني في طريقي من دعاني للخطابة ..
رجل متوسط القامة ذو لحية كثه يعتريها شعرات بيضاء ..
شعور يعتريني بالرغبة والرهبة معا ..
وصلنا بعد عناء الطريق ومشقته إلى المسجد ..
تمت الخطبة .....
خرجنا لنرجع فتبادلنا أطراف الحديث عن نفسه ..
معلم حلقة من 1426 .. بدايته لايملك سياره .. الطريق جبلي مدته ساعة .. يدرس 60 طالبا ومازال .. خرج على يده حفاظ .. رسب في اختبار الجمعية .. درس 4شهور القرآن والتجويد ليعلم القرآن حتى نجح .. كان يؤشر للركوب مع الناس يوم الجمعة ويرجع لبيته الأربعاء .. شاهدت مرقده .إنه المسجد. عنده مساعد أتى به مؤخرا .. يبدأ حلقته من تمام الساعة 3- قبل العصر حتى آذان المغرب .. أم المصلين في مسجد قريب من الجامع .. أوقفت الخطبة في المسجد لعدم وجود من يخطب فانبرى يسعى ليردها .. من عسير إلى الرياض ...إلخ فعلا أرجعها ..
لكن بشروط :
1- بدون مكافأة
2- يوقع تعهدا بأن يتكفل بالخطابة
"فوقعت وأنا لم أخطب يوما في حياتي"
فخطبت وأنبت من عام 1428 حتى يومنا هذا ..
فوجئت مؤخرا أنه يطلبني في جامع آخر .
يالله فهو متعهد لسد حاجات الجوامع بتهامة كلها ..
سبحان الله رجل بألف رجل ..
ويتكلم وشعور الإحتساب على محياه .
كم نحن بحاجة إلى أمثال هؤلاء قول يتبعه عمل .. صدق بالنية ..صمود في طريق الدعوة مع الوحدة .. مقارعة الباطل بالحجة والمحجة قولا وعملا .
حفظه الله أينما حل .. وسدده في خير عمل ..
نعم إنهم رجال الخفاء..

أخوكم/
أبوفهد المرزوق

الاثنين، 12 مارس 2012

عصام و دينيس .. سر وقرار !!




كبيرة في السن الشيب في راسها وبها إعاقة من أصول أفريقية ولكنها فرنسية تدرس معنا اللغة، جميع الذكور يهتمون بالجميلات في القاعة! كانت لطيفة
كان البعض يحضر وردة ويهديها زميلته التي بجواره فيصفق الحضور لهذه الرقة واللفتة الجميلة!!
كلمت الفصل عن عظم الإسلام والمساواة فيه قبل اسبوع فقررت أن أحضر هدية أعطتنيها زوجتي لتكون بمجال دعوي،عبارة عن عقد من الأحجار الكريمة وإسوارة وحلق أذان وهي غالية لا تقل عن ٣ الآف ريال سعودي وضعتها بصندوق جميل ولففتها بغلاف، ومن الغد وضعتها على الطاولة فسال الاستاذ يا عصام ما هذه ولمن؟ قلت هدية! قال واضح وواضح من الغلاف الوردي أنها لفتاة! قلت نعم، قال في الصف؟ قلت نعم! بدأ الفصل يموج ويتحدث لمن الهدية بل والله البعض من الفتيات يتزين وينظرن لبعض يمنين انفسهن بها والله ما رفعت المرأة الفرنسية رأسها لكبر سنها ولانها سوداء البشرة وقد حفرت الايام في تقاسيم وجهها وليأسها من الامر! انتهت الحصة واشرأبت أعناق الطلاب وما تحركوا للخروج كالعادة وما رفعت المرأة العجوز رأسها والله وأنا المحها! أخذت الهدية تقدمت إلى منتصف الصف وتكلمت وقلت إن هذه الهدية البسيطة لأروع من في الصف والتي اعتبرها في نفسي شيء كبير! والطلاب والطالبات ينتظرون المفاجأة! وقلت هي للعزيزة "دينيس" ..!!
صدمت حينما قدمتها لها صفق الفصل بكت المرأة ارتجفت ولم تستطع الكلام قلت لا باس افتحيها ورأت الأحجار تتلألأ لم تصدق انبهرن الفتيات كان درس رقيق وقاسي يمثل عظم ديننا وبساطته وأنه لا ينظر للأشكال والاعمار أو الجميل ويترك القبيح!! هل انتهى الامر إلى هنا !؟ لا والله المفاجأة بعد إنتهاء اليوم الدراسي أتت لي المرأة وقالت أشكرك من أعماق قلبي لقد فعلت بي ما لم أتوقع وسأخبرك بسر وقرار!!! قلت ما هما؟ قالت السر أني كنت مسلمة وتنصرت في افريقيا وأخذت لفرنسا وتركت الإسلام وانخرطت مع الكفار في كل شيء! وكان إسمي عائشة وليس دينيس والقرار أني سأرجع لديني!!!
هنا ردت لي الصاع صاعين وانا من بكيت!! لعظم الاسلام!! لم تحركني نخوة ولا قيمة خاصة إلا الاسلام فقررت هذه المرأة العودة لدين الله، سبحانك ربي ما اعظم دينك، أصبحت لا أناديها في الفصل إلا أختي دينيس واشتري لها الشاي والقهوة في كل استراحة! لم تقف القصة هنا فقد تأثر برازيلي لم يسلم لكنه قال دينكم عظيم يقول لي وعينيه والله تدمعان أنه تأثر بشدة بموقفي من دينيس يقول كنت انتظر ان تعطي الهدية اجمل فتاة وتفاجأت بتصرفك وكيف أدخلت السرور عليها وتغيرت نفسيتها كثيرا بعد أن كانت صامته لا تختلط بأحد لشعورها بالدونية!!
هدية فعلت الأعاجيب لم احدثها يوما عن الاسلام مباشرة فقط تصرف إسلامي عظيم وعدم ازدراء أعادها لتقرر أن تتبع الاسلام.
نستطيع بالأخلاق السيطرة على القلوب.

كتبه
عصام المعمر

الجمعة، 9 مارس 2012

رائعة علي الطنطاوي في وصف الشهرة ..

الشهرة

نشرة سنة ١٩٣٠م


يبصرون الماء ، وكلهم هالكٌ عطشاً في هذا المَهمَه القَفْر ، في هذه الرمضاء المحرقة ، فيسعون إليه لا يلوون على شيء .

وصل جماعة إلى الماء فرأوه سراباً ، فرجعوا يصيحون بالناس أن ارجعوا ، ولكنه صوت ضاع في أصوات الناس العالية :
إلى الأمام ، إلى الأمام ...

تركتهم في ضلالهم يعمهون ، وانتحيت ناحية أفكر في هذا الذي يحسبونه شراباً وماهو إلا السراب ، وأقول : ما أشبهه بالشهرة ، وما أشبه هؤلاء بمن يسعى إليها !

* * *

الاثنين، 5 مارس 2012

عمر ابو ريشة مع الملك فيصل

هذي قصيدة عمر أبو ريشة للملك فيصل رحمهم الله


أنـا فـي مـوئل الـنبوة يا دنيا
أؤدي فــرائـض الأيــمـان

أســأل الـنفس خـاشعا أتـرى
طـهرت بـردي من لوثة الأدران

كـم صـلاة صـليت لم يتجاوز
قــدس آيـاتها حـدود لـساني!

كـم صـيام عـانيت جوعي فيه
ونـسيت الـجياع مـن إخواني!

كـم رجمت الشيطان والقلب مني
مـرهق فـي حـبائل الشيطان!

رب عـفوا إن عشت ديني ألفاظا
عـجـافا ولـم أعـشه مـعاني

أنـا مـن أمـة تـجوس حـماها
جاهلياتها بــلا اسـتـئذان

مـزقـت شـملنا شـعائر شـتى
وقـيـادات طغمة عـبـدان

مـرنتنا عـلى الـهزيمة والجبن
وبـعض الـحياة بـعض مـران

فـاسـتكنا لا بــارك الله فـي
صـبر ذلـيل ولا بـكاء جـبان

يا بن عـبد العزيز وانتفض العز
وأصـغى وقـال : مـن ناداني ؟

قـلت : ذاك الـجريح في القدس
في سيناء في الضفتين في الجولان

...



السبت، 3 مارس 2012

قطعةٌ من حديث (١).. علي الطنطاوي

هذه قطعة من حديث سمعتها بين اثنين ،
انقلها كما سمعتها :


- ... وإن مثلهم في ذلك كمثل الإخوة والعمليق.

قال: وكيف كان ذلك ؟

قال: زعموا أن إخوة سبعة ورثوا عن أبيهم قصراً عظيماً وأموالاً طائلة، فأطلقوا لأنفسهم فيها العنان تبذيراً وإسرافاً.

وكان بجوارهم عمليق قوي العضل مفتول الساعد، رأى ما هم فيه فاتصل بهم وخالطهم، فعرف دخيلة أمرهم وعجز حيلتهم، فبيتهم في نفر من أصحابه، فما استطاعوا لهم دفعاً، ثم تقاسموا أموالهم؛ وحبسوا كلاً منهم في غرفة وضموا إليه أحدهم ليكون وصياً عليه؛ يبتز أمواله ويتصرف به كما يشاء!

ثم عرض لأصغر الإخوة عدو يريد أن ينتزع غرفته زاعماً أنها كانت معبداً لأسلافه قبل أن يمتلك أبوهم القصر فهو يريد أن تعود إليه، فأبى ذلك عليه الأخ، وأصر هذا على غرضه فتخاصما ...
وكان مع العدو سلاح وعُدة وليس عند ذاك إلا هراوته.
فدافعه بها ما استطاع واستصرخ إخوته ، فهاجموا وصاحوا بالعمالقة : اننا نحتج وننكر هذا الإغتصاب ونعلم أننا محقون ، وإن لم تردعوا هذا العدو فعلنا وفعلنا ...

ومازالوا يصيحون حتى بُحت أصواتهم وانشقت حناجرهم ، ثم أوَوا إلى غرفهم فناموا هادئين يحسبون أنهم صنعوا شيئاً ، وملأ أهل العدو وشيعته الدنيا شكاة وعويلاً .

قال: فماذا كان بعدُ ، وَيْحَك ؟

قال: وماذا يكون بعدُ إلا ماكان قبلُ؟ سيصبحون فيجدون الأخ مقتولاً ، والعدوَّ الدخيل مالكاً ، والعمليق بادية نواجذه من الضحك عليهم والأمل في القضاء على مابقي من عزهم !

***

هذا ما سمعته من حديثهما ، والفطن من فَهِم .

***



( ٢٨ - البواكير )